et-Tevâdu’ ve ademü’z-zuhûr fî vasâyâ’ş-Şeyh el-Ğücdevânî


Creative Commons License

Altunkaya M.

Sûf İnterdisipliner Bilim Araştırma Dergisi, sa.7, ss.17-35, 2024 (Hakemli Dergi)

Özet

الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله الهادي الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين وعلى التابعين وتابعيهم الى يوم الدين.

 أما بعد:

فإن من صفات المؤمنين الإنابة والإخبات والتواضع وعدم الكبر. ومن استقرأ حياة نبي هذه الأمة يجد فيها القدوة والأسوة، ومن تتبع حياة السلف الصالح رأى ذلك واضحًا جليًا، فمن تواضع لله رفعه أدعو الله عز وجل قال تعالى: تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } . قال عكرمة: العلو: التجبر، وقال سعيد بن جبير: بغير حق، وقال ابن جريج: {لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ} تعظمًا وتجبرًا.

وعن علي رضي الله عنه قال: إن الرجل ليعجبه من شراك نعله أن يكون أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل في المقصود بالآية وهذا محمول على ما إذا أراد بذلك الفخر والتطاول على غيره [1]وهذا شامل لجميع المعاصي، أما المتقون فهم الذين لا إرادة لهم في العلو في الأرض والإفساد، لزم من ذلك، أن تكون إرادتهم مصروفة إلى اللّه، وقصدهم الدار الآخرة، وحالهم التواضع لعباد اللّه، والانقياد للحق والعمل الصالح، وهؤلاء هم المتقون الذين لهم العاقبة. وقال الله عز وجل حاثًا على مكارم الأخلاق ومحذرًا من الكبر والعجب: { وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }.وذلك بلين الجانب، ولطف الخطاب، والتودد إليهم، وحسن خلقك، والإحسان التام بهم.  وقال تعالى حكاية عن لقمان عليه السلام وهو يعظ ابنه: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} قال ابن عباس: لا تتكبر، فتحقر عباد الله، وتعرض عنهم إذا كلموك[2]. ولهذا قال: { وَالْعَاقِبَةُ } أي حالة الفلاح والنجاح، التي تستقر وتستمر، لمن اتقى اللّه تعالى، وغيرهم -وإن حصل لهم بعض الظهور والراحة- فإنه لا يطول وقته، ويزول عن قريب. وعلم من هذا الحصر في الآية الكريمة، أن الذين يريدون العلو في الأرض، أو الفساد، ليس لهم في الدار الآخرة، نصيب، ولا لهم منها نصيب[3] ولهذا جعلت البحث من مبحثين الأول خلق التواضع والثاني التكبر وعواقبه.



[1] تفسير ابن كثير 3/ 403.

[2] فتح القدير 4/ 301.

[3] تفسير السعدي (ص: 624)